الأربعاء، 15 أغسطس 2012

عشاق ومحبون في أحضان الأهرامات


عندما تذكر اسم مصر في أي مكان أول ما يخطر  في الأذهان هي منطقة أهرامات الجيزة وأبو الهول ... وتجد من يتحدث معك عن أرض الكنانة يسألك: هل قمت بزيارة الأهرامات ؟ أو أتمنى أن أزور مصر لكي أذهب إلى التحفة التي قام بها الفراعنة أصحاب الحضارة الرائعة منذ 7 آلاف سنة ... وفي زيارة سريعة إلى الأهرامات قضيت وقتاً  رائعاً وأنا أتجول حول الأهرامات الثلاثة: خوفو وخفرع ومنقرع ... تلك الأهرامات التي تم بناؤها بأمر من ملوك الفراعنة

خلال الزيارة لاحظت أن اقبال السائحين لم يتأثر بشكل كبير ... ووجدتهم يستمتعون بالتجول حول الاهرامات وشراء التماثيل الفرعونية التي تمت صناعتها بأيد مصرية ... والشيء العجيب الذي كان يحدث هو قدرة البائعين على التحدث بأكثر من لغة رغم أنهم لم يكملوا تعليمهم وهناك من لم يدخل إلى المدارس طوال حياته لكنه نشأ في هذا الوسط وتعامل مع الأجانب منذ الصغر وأصبح يتحدث عدة لغات بطلاقة

على الجانب الآخر، تحدثت مع بعض الاجانب حول زيارتهم للأهرامات... قالوا لي إنه أشبه بالحلم ولا نصدق أننا متواجدون هنا في حضن الاهرامات وأبو الهول .. واحتفالا بالتواجد في هذا المكان التراثي اهتم العشاق بالتصوير أمام أبو الهول

من ناحية أخرى سألت بعض تجار التماثيل والتحف الفرعونية هناك حول مسألة المبيعات والإقبال من السائحين على الشراء ... قالوا لي إن الأمر أصبح أقل بكثير من بعد قيام ثورة 25 يناير .. رغم أن هؤلاء التجار خفضوا من ثمن البضاعة من أجل البيع .. وأكدوا أنهم يأملون في تحسن الحالة الاقتصادية والسياحية في الأيام القادمة

أثناء جولتي قابلت مرشداً سياحياً يرافق أحد الوفود السياحية التي تزور الأهرامات واستمعت إليه وهو يشرح تاريخ الأهرامات والفراعنة بلغة غريبة لم أفهم منها إلا كلمة "نابليون بونابارت" ذلك القائد الفرنسي الذي كسر أنف أبو الهول أثناء الحملات الفرنسية على مصر .. ففهمت وقتها أنه يشرح تاريخ أبو الهول ... وما أضحكني للغاية هو موقف بين أحد السائحين والبائعين حول البيع 
 والشراء... حيث شعرت وقتها أن البائع من نفس بلد السائح واستمتعت  بهذا الجدال حول الاسعار بين الطرفين
     
أما عن متاعب الرحلة فلا شك أنها تمثلت في المسافات الطويلة التي يتوجب على زائر الأهرامات أن يقطعها من موقف السيارات إلى هرم "خوفو" ... وللانتقال إلى هرم خفرع ثم منقرع عليك أن تسير على قدميك وسط هذه الأجواء الحارة ... بالإضافة إلى  الصوم الذي يتعب الشخص كثيرا في مثل هذه الأجواء ... وإحساس العطش الذي صاحبني منذ الدقيقة الأولى لي بسبب الرمال الساخنة والشمس الحارقة التي أرهقتني ... وبعد هذا اليوم الصعب توجهت إلى بيتي ونمت نوماً أعمق من نوم خوفو.  






         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق