الاثنين، 17 سبتمبر 2012

كرم ضيافة أهل أسوان


بعيدا عن القاهرة والإسكندرية قطعت 899 كيلومتر جنوب القاهرة لزيارة أهل النوبة في مدينة أسوان والتقرب من هذا الشعب الطيب والمعروف بكرمه و بساطته ... تُعد مدينة أسوان أبرز وأهم الأماكن السياحية والتراثية في مصر ... وينجرف إليها الملايين من السياح سنوياً لما تحتويه هذه المدينة من معابد فرعونية قديمة وبقاع سحرية يجب على الجميع  التعرف عليها عن قرب ... أكثر الأماكن التي جذبت انتباهي هو نهر النيل ... هذا النهر العظيم الذي يمتد من مصر إلى السودان ... وجدته مختلف تماماً  في أسوان ... وشعرت بالفخر كثيرا لأني وجدت أشخاص يقدرون هذا النهر ويحترمونه ... وما أقصد هو أنني أثناء تجولي بالقاهرة حزنت لمنظر النيل كثيرا لما رأيته من مخلفات وقمامة على ضفاف النهر في العاصمة المصرية التي كانت المفترض أن يكون سكانها طبقة مثقفة وعلى درجة عالية من العلم عكس أهل النوبة وأسوان الذين يعانون من الأمية وقلة التعليم إلا أنهم يعاملون نهر النيل وكأنه شيء مقدس للمدينة .. حيث وجدت النهر نظيف والماء لونها أزرق صافي دون أي شوائب.
وتعرفت هناك على أشخاص يعملون في الصناعات اليدوية واكتشفت مدى كرم وطيبة الشعب النوبي ... واصطحبني أحد هؤلاء الأشخاص إلى مكان من النادر أن يتواجد فيه الزوار أو السائحين وهو سوق الجمال ... ويُعد هذا السوق أحد أقدم الأماكن التجارية الموجودة في أسوان وأول تعامل تجاري لأهل النوبة ... اكتشفت هناك أن جميع الجمال المتواجدة في الاهرامات والأماكن السياحية في مصر يتم شرائها من سوق الجمال بأسوان ... كما تعرفت على فن التحنيط المشهور به أهل النوبة بالإضافة إلى الصناعات الجلدية التراثية للمدينة ... واصحبني أحد العاملين بمراكب الصيد هناك واستمتعت بمشاهدة نهر النيل عن قرب ... ومررنا على بعض المعابد الفرعونية الرائعة التي تملأ أرجاء أسوان.
وكنت أعاني كثيراً من الأجواء الحارة جداً هناك ... لكن المناظر الطبيعية التي استمتعت برؤيتها في أسوان جعلتني أنسى الشمس الحارقة التي كانت على رأسي ... وما جعلني أستمتع بالجولة هو خفة دم سائق التاكسي الذي كان يرافقني ... كان رجل في غاية الطيبة وتحدث معي كثيرا عن تاريخ أسوان بالإضافة إلى أنه كان يعشق النكت وأضحكني كثيرا.




















هناك تعليق واحد: