انتقلت في جولتي هذه المرة من معالم
القاهرة إلى معالم عروس البحر الأبيض المتوسط الاسكندرية ... ثاني أكبر المدن في
مصر والعاصمة الثانية والقديمة لمصر ... وتُعد مدينة الاسكندرية هي منفذ الترفيه
والترويح عن النفس الأول للمصريين .... حيث تهرب الاسر المصرية من زحام القاهرة
والأجواء الحارة الصيفية ... وتتجه إلى الاسكندرية وتستمتع بالشواطئ ومنظر البحر
الرائع ... وتنتعش مدينة الاسكندرية اقتصادياً في موسم الصيف لتوافد المصريين من
جميع أنحاء الجمهورية.
وأثناء جولتي لهذه المدينة الجميلة ... استمتعت
بزيارتي لأهم معالم الاسكندرية ... وبدأت الرحلة بزيارة مكتبة الاسكندرية أحد أهم
أهرامات العلم والثقافة في مصر ... حيث تحتوي المكتبة على أكثر من ثمانية ملايين
كتاب ... تجمع أهم الكتب المختارة باللغات العربية والإنجليزية
والفرنسية وكذلك مجموعة مختارة من كتب بلغات أوروبية أخرى مثل الألمانية
والإيطالية والإسبانية ولغات أخرى عديدة .
واستكملت الجولة
بزيارة قلعة الاسكندرية التي يطلق عليها اسم "قلعة قايتباي" التي يرجع تاريخها لعام 1477 وكانت
مصدر الحماية الأول للإسكندرية على مر العصور ... خاصة أثناء الاحتلال العثماني
لمصر ... حيث تم زيادة الاسوار وترميم مبنى القلعة بشكل يوفر الحماية أكثر لعروس
البحر الأبيض المتوسط ... وأثناء
عودتي من القلعة انبهرت كثيرا عندما رأيت روعة وجمال "جسر ستانلي" أو
حسب اللغة المصرية "كوبري ستانلي" التحفة المعمارية التي تربط بين
الكورنيش وبعض الأحياء في مدينة الاسكندرية ... ويستمتع دائما أهل الاسكندرية في
التجول والجلوس فوق هذا الجسر ... وبعد النزول من هذا الجسر رأيت الفندق والمول
"سانستيفانو" الذي يزين كورنيش اسكندرية وأحد أهم المزارات لعروس البحر
الابيض المتوسط .
وأثناء جولتي كنت استمع لأهل اسكندرية وهم
يتحدثون بلهجتهم الخاصة والمعروفة لجميع المصريين ... وتذكرت أن هناك
"مقام" يعتزون به أهل الاسكندرية ويستخدمونه دوماً عندما يحلفون بقولهم
"ومقام المرسي والعباس" ونلاحظ هذه الجملة دائما في الافلام والمسلسلات
المصرية ... من وراء هذه الجملة المعتادة قررت زيارة الحي الذي يقع فيه مسجد
المرسي والعباس وهو أهم وأقدم الاماكن في اسكندرية وتم تسميته على اسم هذا المسجد.
وفي نهاية الجولة سألت أحد الشباب هناك
وتحدثت معه عن الأمن والأمان في الاسكندرية وعن أحوال السياحة ... وقال لي الاجواء
طبيعية والأمن على ما يرام والناس مستمتعين بشواطئ اسكندرية ويأتون من جميع
محافظات ومدن جمهورية مصر العربية.
وكالعادة عندما أقوم بزيارة أي مكان جديد
في مصر ... يجب أتناول الطعام المفضل والأشهر في المدينة ... وفي الاسكندرية احترت
بين وجبتين هما الكبدة الاسكندراني والصيادية وبالطبع اخترت الصيادية ... تلك
الأكلة التي يشتهر بها أهل اسكندرية ... حيث يقومون بتحضير السمك بطريقة مميز وغير
مألوفة ... فقد اعتدنا دائما أن السمك له طريقتين مقلي أو مشوي ... في الاسكندرية
يطبخون السمك في وعاء مسطح بعد تنظيفه من الشوك والقشر ... ووضعه مع الخلطة
الاسكندراني ... ثم وضع الوعاء داخل الفرن ... انني أوصف الأكلة بكل هذه التفاصيل
لأنني استمتعت بها كثيرا ... وبعد أن تناولت الغداء ... منظر البحر كان مغرياً جدا
وكنت أتمنى أن أقضي بعض الوقت للسباحة في بحر اسكندرية لكن الوقت مضى سريعاً وكان
علي الرحيل