الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

عروس البحر الأبيض المتوسط













انتقلت في جولتي هذه المرة من معالم القاهرة إلى معالم عروس البحر الأبيض المتوسط الاسكندرية ... ثاني أكبر المدن في مصر والعاصمة الثانية والقديمة لمصر ... وتُعد مدينة الاسكندرية هي منفذ الترفيه والترويح عن النفس الأول للمصريين .... حيث تهرب الاسر المصرية من زحام القاهرة والأجواء الحارة الصيفية ... وتتجه إلى الاسكندرية وتستمتع بالشواطئ ومنظر البحر الرائع ... وتنتعش مدينة الاسكندرية اقتصادياً في موسم الصيف لتوافد المصريين من جميع أنحاء الجمهورية.
وأثناء جولتي لهذه المدينة الجميلة ... استمتعت بزيارتي لأهم معالم الاسكندرية ... وبدأت الرحلة بزيارة مكتبة الاسكندرية أحد أهم أهرامات العلم والثقافة في مصر ... حيث تحتوي المكتبة على أكثر من ثمانية ملايين كتاب ... تجمع أهم الكتب المختارة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وكذلك مجموعة مختارة من كتب بلغات أوروبية أخرى مثل الألمانية والإيطالية والإسبانية ولغات أخرى عديدة .
واستكملت الجولة بزيارة قلعة الاسكندرية التي يطلق عليها اسم "قلعة قايتباي" التي يرجع تاريخها لعام 1477 وكانت مصدر الحماية الأول للإسكندرية على مر العصور ... خاصة أثناء الاحتلال العثماني لمصر ... حيث تم زيادة الاسوار وترميم مبنى القلعة بشكل يوفر الحماية أكثر لعروس البحر الأبيض المتوسط ...  وأثناء عودتي من القلعة انبهرت كثيرا عندما رأيت روعة وجمال "جسر ستانلي" أو حسب اللغة المصرية "كوبري ستانلي" التحفة المعمارية التي تربط بين الكورنيش وبعض الأحياء في مدينة الاسكندرية ... ويستمتع دائما أهل الاسكندرية في التجول والجلوس فوق هذا الجسر ... وبعد النزول من هذا الجسر رأيت الفندق والمول "سانستيفانو" الذي يزين كورنيش اسكندرية وأحد أهم المزارات لعروس البحر الابيض المتوسط .
وأثناء جولتي كنت استمع لأهل اسكندرية وهم يتحدثون بلهجتهم الخاصة والمعروفة لجميع المصريين ... وتذكرت أن هناك "مقام" يعتزون به أهل الاسكندرية ويستخدمونه دوماً عندما يحلفون بقولهم "ومقام المرسي والعباس" ونلاحظ هذه الجملة دائما في الافلام والمسلسلات المصرية ... من وراء هذه الجملة المعتادة قررت زيارة الحي الذي يقع فيه مسجد المرسي والعباس وهو أهم وأقدم الاماكن في اسكندرية وتم تسميته على اسم هذا المسجد.
وفي نهاية الجولة سألت أحد الشباب هناك وتحدثت معه عن الأمن والأمان في الاسكندرية وعن أحوال السياحة ... وقال لي الاجواء طبيعية والأمن على ما يرام والناس مستمتعين بشواطئ اسكندرية ويأتون من جميع محافظات ومدن جمهورية مصر العربية.
وكالعادة عندما أقوم بزيارة أي مكان جديد في مصر ... يجب أتناول الطعام المفضل والأشهر في المدينة ... وفي الاسكندرية احترت بين وجبتين هما الكبدة الاسكندراني والصيادية وبالطبع اخترت الصيادية ... تلك الأكلة التي يشتهر بها أهل اسكندرية ... حيث يقومون بتحضير السمك بطريقة مميز وغير مألوفة ... فقد اعتدنا دائما أن السمك له طريقتين مقلي أو مشوي ... في الاسكندرية يطبخون السمك في وعاء مسطح بعد تنظيفه من الشوك والقشر ... ووضعه مع الخلطة الاسكندراني ... ثم وضع الوعاء داخل الفرن ... انني أوصف الأكلة بكل هذه التفاصيل لأنني استمتعت بها كثيرا ... وبعد أن تناولت الغداء ... منظر البحر كان مغرياً جدا وكنت أتمنى أن أقضي بعض الوقت للسباحة في بحر اسكندرية لكن الوقت مضى سريعاً وكان علي الرحيل                 

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

كرم ضيافة أهل أسوان


بعيدا عن القاهرة والإسكندرية قطعت 899 كيلومتر جنوب القاهرة لزيارة أهل النوبة في مدينة أسوان والتقرب من هذا الشعب الطيب والمعروف بكرمه و بساطته ... تُعد مدينة أسوان أبرز وأهم الأماكن السياحية والتراثية في مصر ... وينجرف إليها الملايين من السياح سنوياً لما تحتويه هذه المدينة من معابد فرعونية قديمة وبقاع سحرية يجب على الجميع  التعرف عليها عن قرب ... أكثر الأماكن التي جذبت انتباهي هو نهر النيل ... هذا النهر العظيم الذي يمتد من مصر إلى السودان ... وجدته مختلف تماماً  في أسوان ... وشعرت بالفخر كثيرا لأني وجدت أشخاص يقدرون هذا النهر ويحترمونه ... وما أقصد هو أنني أثناء تجولي بالقاهرة حزنت لمنظر النيل كثيرا لما رأيته من مخلفات وقمامة على ضفاف النهر في العاصمة المصرية التي كانت المفترض أن يكون سكانها طبقة مثقفة وعلى درجة عالية من العلم عكس أهل النوبة وأسوان الذين يعانون من الأمية وقلة التعليم إلا أنهم يعاملون نهر النيل وكأنه شيء مقدس للمدينة .. حيث وجدت النهر نظيف والماء لونها أزرق صافي دون أي شوائب.
وتعرفت هناك على أشخاص يعملون في الصناعات اليدوية واكتشفت مدى كرم وطيبة الشعب النوبي ... واصطحبني أحد هؤلاء الأشخاص إلى مكان من النادر أن يتواجد فيه الزوار أو السائحين وهو سوق الجمال ... ويُعد هذا السوق أحد أقدم الأماكن التجارية الموجودة في أسوان وأول تعامل تجاري لأهل النوبة ... اكتشفت هناك أن جميع الجمال المتواجدة في الاهرامات والأماكن السياحية في مصر يتم شرائها من سوق الجمال بأسوان ... كما تعرفت على فن التحنيط المشهور به أهل النوبة بالإضافة إلى الصناعات الجلدية التراثية للمدينة ... واصحبني أحد العاملين بمراكب الصيد هناك واستمتعت بمشاهدة نهر النيل عن قرب ... ومررنا على بعض المعابد الفرعونية الرائعة التي تملأ أرجاء أسوان.
وكنت أعاني كثيراً من الأجواء الحارة جداً هناك ... لكن المناظر الطبيعية التي استمتعت برؤيتها في أسوان جعلتني أنسى الشمس الحارقة التي كانت على رأسي ... وما جعلني أستمتع بالجولة هو خفة دم سائق التاكسي الذي كان يرافقني ... كان رجل في غاية الطيبة وتحدث معي كثيرا عن تاريخ أسوان بالإضافة إلى أنه كان يعشق النكت وأضحكني كثيرا.




















الخميس، 13 سبتمبر 2012

خليط مصري فلسطيني نتج عنه خان الخليلي


اتجهت إلى خان الخليلي، أحد أعرق وأقدم الأحياء المصرية المشهورة بالإقبال السياحي الكبير سواء كان من الأجانب أو المصريين ... حيث يُعد هذا الحي هو أكبر وأقدم أسواق الشرق .. ويتميز بوجود البازارت والمطاعم ومحلات التحف المصنوعة يدوياً مثل أطباق النحاس المنحوت عليها صور الفراعنة ... والتماثيل الفرعونية المصنوعة من الحجر والجبس ... ويزيد عمر خان الخليلي عن 600 عام ويحتفظ برونقه ومعماره الأصيل منذ عصر المماليك .. جاءت تسميته عندما هاجر إلى هذا الحي العديد من التجار من مدينة الخليل الفلسطينية .. والسبب الآخر لهذا الاسم هو أحد أمراء المماليك وكان يدعى جركس الخليلي الذي ترجع أصوله لمدينة الخليل.
وأثناء جولتي في أرجاء حي خان الخليلي .. استمتعت كثيرا بمشاهدة التحف الفنية المصنوعة يدوياً وانبهرت بموهبة النحاتين الذي يصنعون تحف فنية رائعة من قطع نحاس فارغة.. كما لاحظت التنوع والتطور المستمر في تلك التحف والأطباق .. حيث يسعى كل نحات إلى تقديم كل جديد والبعد عن النحت التقليدي باستخدام بعض الألوان وماء الذهب لتزيين التماثيل وأطباق النحاس.
كما لاحظت أيضا توافد الأفواج السياحية من كل دول العالم وانبهارهم الشديد بهذا الحي العريق ... وحيرتهم الشديدة من روعة المنتجات المطروحة للبيع هناك .. حيث يتمنى أي فرد يزور خان الخليلي أن يقوم بشراء كل شيء ولكن التعب بحمل جميع المنتجات ودفع المال الكثير يحوله دون ذلك.
دخلت أحد المحلات هناك وتحدثت مع البائع وسألته حول إقبال السياح على شراء المنتجات ... قال لي أن الاقبال موجود لكنه أعرب عن استياءه من شركات السياحة التي تضع برنامج الرحلة للسائحين ... مشيرا إلى أنهم لا يعطون الاهتمام الكافي لحي خان الخليلي ويخصصون له وقت ضيق للغاية لا يكفي للتسوق والشراء ... مما يؤثر على أصحاب المحلات هناك.
من ناحية أخرى ... عند دخولي إلى حي خان الخليلي تسللت إلى أنفي رائحة البخور الذي يشتهر به بعض تجار العطور في الحي ... وانبهرت بأحد المحلات التي تبيع التحف والتماثيل ووقفت وسألت على أسعار بعض السلع ... وجدت أن الأسعار ليست غالية بالنسبة للمجهود اليدوي المبذول في صنع هذه التحف والأطباق النحاسية ... حيث يبدأ سعر التمثال من 25 جنيه فيما تبدأ أسعار الأطباق النحاسية من 50 جنيه ... ولأني اخترت  أن يكون التجول في خان الخليلي في يوم الجمعة فتجنبت الزحام واستمتعت أكثر بجولتي هناك ... وفي النهاية وبعد المشي كثيراً شعرت بالجوع ووقف حائراً أمام المطاعم العديدة هناك حتى أن قررت تناول الأكلة المصرية المفضلة وهي فول وفلافل وباذنجان من مطعم جاد الشهير.